تترقب الأنظار أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا، أملًا باستيعاب الطفرة في إنتاج الطاقة المتجددة التي يراهن عليها الجميع لخفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، وإنقاذ الأرض من تبعات تغير المناخ.
يحمل هذا المشروع اسم “ملبورن رينيوابل إنرجي هاب”، ويقع على بعد 25 كيلومترًا من حي الأعمال المركزي بمدينة ملبورن عاصمة ولاية فيكتوريا، بسعة تخزين تصل إلى 2.4 غيغاواط/ساعة، للتفوق بذلك على أكبر مشروع مماثل في قارة آسيا.وهذا المشروع الضخم مملوك لشركة “إكويس أستراليا” (Equis Australia)، ونجح قبل أيام في الحصول على الموافقات البيئية اللازمة من السلطات الحكومية، لبدء التطوير.
وجاءت الموافقة بعد إجراء تقييم بموجب قانون البيئة المحلي الذي يفرض قيودًا صارمة من أجل حماية البيئة، وتقليل أثر المشروعات في السكان المحليين.
وبذلك، تتفوق تلك البطارية الضخمة على البطارية التي تبنيها شركة سينرجي (Synergy) في ولاية أستراليا الغربية بسعة تخزين 2 غيغاواط/ساعة، وكذلك بطارية “واراتا سوبر باتري” بقدرة 1.65 غيغاواط/ساعة، التي مازالت قيد الإنشاء في ولاية نيوز ساوث ويلز، بحسب تقرير أوردته منصة “رينيو إكونومي” الأسترالية (RenewEconomy).
ومن المتوقع أن يوفر المشروع، الذي يُعدّ أحد أكبر مشروعات تخزين الكهرباء في العالم، إمدادات كهرباء موثوقة ومستقرة لنحو مليون منزل في فيكتوريا، وسيخزّن الكهرباء المنتجة من طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والطاقة الشمسية والألواح الشمسية على الأسطح، بحسب الموقع الرسمي للشركة.
من المتوقع أن تبدأ عمليات تطوير أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا أواخر العام الجاري (2023)، على أن ينطلق التشغيل التجاري بدءًا من عام 2025، بحسب تقرير نشرته منصة “إنرجي ستوريدج نيوز” (energy-storage.news) .
تقول شركة إكويس أستراليا، إن تكلفة إنشاء مشروع “ملبورن رينيوابل إنرجي هاب” تزيد عن 800 مليون دولار، وسيدعم تخزين الكهرباء بمناطق إنتاج الطاقة المتجددة في ولاية فيكتوريا.
كما سيعزز استقرار إمدادات بنية الكهرباء الأساسية، وهو ما يسمح بزيادة معدلات إضافة إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى شبكة الكهرباء، وسيقلل من عدم استقرار الإمدادات وسيخفض أسعار الكهرباء.
وتتوقع الحكومة أن يوفر المشروع ما يصل إلى 365 فرص عمل خلال مدة الإنشاءات، بالإضافة لـ30 وظيفة مستمرة.
كما سيشمل بناء مزرعة شمسية صغيرة مجاورة لبطارية لتخزين الكهرباء بقدرة 12.5 ميغاواط.
وسيُربَط المشروع بسوق الكهرباء الوطنية، وسيخزّن الكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية من ريف فيكتوريا والكهرباء الفائضة من الألواح الشمسية على الأسطح، ويضخها في شبكة نقل الكهرباء.
تمتلك المشروع وتطوّره شركة إكويس المطورة والمستثمرة في مشروعات الطاقة المتجددة، ومقرّها سنغافورة، بالشراكة مع شركة “سينكلين إنرجي” (Syncline Energy) المتخصصة في أعمال الهندسة والتصميم والإنشاءات لمشروعات الطاقة المتجددة بأستراليا.
وبالإضافة لهذا المشروع الضخم، تطور “إكويس” بطاريات تخزين كهرباء أخرى بأنحاء مختلفة من أستراليا، وهي: كولنغا في ولاية جنوب أستراليا، وكالالا في نيو ساوث ويلز، ولور ونغا في كوينز لاند.
أشادت وزيرة البيئة والمياه تانيا بيلبرسيك، في بيان صحفي، بحصول أكبر بطارية لتخزين الكهرباء في أستراليا على الموافقات البيئية.
وقالت، إنها خطوة أخرى نحو بناء مستقبل الطاقة المتجددة، مضيفة :”سيكون هذا المشروع قادرًا على تخزين الكهرباء الإضافية التي تنتجها الوحدات الشمسية على الأسطح، وهو ما يساعد في توفير إمدادات كهرباء متجددة ذات موثوقية لولاية فيكتوريا”.
وتابعت: “نعلم أن الطاقة المتجددة أرخص وأنظف وهي حاسمة لمساعدتنا في خفض الانبعاثات وتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ومشروعات مثل هذه ستساعدنا في تحويل منظومة الطاقة لدينا وإعدادها للمستقبل”.
وقالت أيضًا: “هذا ما يبدو عليه العمل لمكافحة تغير المناح، خفض الانبعاثات والاستثمار في الطاقة المتجددة وحماية بيئتنا بصورة أفضل”.