وصل أكبر توربين رياح في العالم إلى وجهته النهائية، استعدادًا لبدء التركيب إذ يتمتع بمواصفات مميزة وعالية الجودة. واستقبل ميناء غيلونغ الأسترالي أكبرَ توربين رياح من المقرر استعماله في أكبر مزرعة رياح في أستراليا التي يُعول عليها في تغطية 9% من إجمالي الطلب المتنامي على الكهرباء في ولاية فيكتوريا.ويمثّل وصول شفرات التوربين الضخمة علامةً فارقةً في مسار تحقيق أهداف الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الكربونية في أستراليا بوجه عام، وفيكتوريا بوجه خاص، من منطلق الالتزام بالأهداف المناخية وتطبيق حلول الطاقة المستدامة.
ووصل أكبر توربين رياح في العالم -الذي سيُستعمل لتوليد الكهرباء في مزرعة رياح غولدن بلينز التابعة لشركة تاغ إنرجي “TagEnergy”- إلى ميناء غيلونغ، في خطوة مهمة نحو بدء تنفيذ عملية تطوير المرحلة الأولى سعة 756 ميغاواط، من المشروع البالغة تكلفته 2 مليار دولار أميركي.
يحوي المشروع العملاق الكائن في بلدية روكوود بولاية فيكتوريا 122 توربين رياح من إنتاج فيستاس Vestas الدنماركية (أكبر شركة لتصنيع توربينات الرياح في العالم)، علمًا بأنه سيُشحَن 1464 مكونًا على متن 22 سفينة إلى ميناء غيلونغ خلال الأسابيع المقبلة، وفق ما أورده موقع مجلة إنفرا ستراكشر INFRA STRUCTURE.
وتشتمل المكونات الرئيسة على 366 شفرة توربين رياح، و732 قطعة من أجزاء البرج، و122 محركًا فرديًا، والتي تشكّل علبة التروس والمولد، وتغطي وظائف المحرك في الجزء العلوي من توربين الرياح، إلى جانب محاور توضع وسط الشفرات الـ3.
وتزامنًا مع انطلاق الأعمال الميدانية في مزرعة غولدن بلينز، بُني 39 أساسًا للتوربينات في الموقع، من بينها تركيب أقفاص البرج المستعمَلة لتثبيت أقسام البرج.
وستوضع شفرات أكبر توربين رياح في العالم -الآن- بمنشآت التخزين الموجودة في ميناء غيلونغ، تمهيدًا لنقلها إلى موقع مزرعة الرياح غولدن بلينز في أكتوبر/تشرين الأول (2023)، إذ ستتسارع وتيرة تركيب توربين الرياح الخاص بالمشروع.
قال الشريك الإداري لشركة تاغ إنرجي أندرو ريغز، إن وصول أكبر توربين رياح في العالم يمثّل علامة فارقة في مزرعة رياح غولدن يلينز، في حين تسرّع أستراليا جهودها لتحقيق أهداف الحياد الكربوني، اتّساقًا مع التزاماتها المناخية.
وتابع: “نشعر بسعادة غامرة من رؤية أول توربينات الرياح وهي تُبني خلال الأشهر القليلة المقبلة، ونتطلع إلى توصيل الكهرباء النظيفة للشبكة خلال عام 2025”.
من جهته، قال كبير المديرين في شركة فيستاس يوهان مايبورغ: “بوصفها منفّذة أعمال الهندسة والمشتريات والبناء للمرحلة الأولى من مشروع غولدن بلينز، إلى جانب كونها مزودة الخدمات وأعمال الصيانة للمشروع، تفخر فيستاس بقيادة النجاح في هذا المشروع التاريخي عبر توربيناتنا عالمية الطراز، وحلولنا المثالية في مجال الطاقة المستدامة”.
ورحّبت عضوة الجمعية التشريعية بولاية فيكتوريا إيلا جورج بالتسلّم التاريخي لأكبر توربين رياح في العالم، مؤكدة أهمية المشروع في الجهود التي تبذلها حكومة الولاية نحو التحول الأخضر.
وقالت جورج: “كلنا نعلم أهمية الكهرباء المتجددة في تشغيل ولايتنا، وستؤدي مزرعة رياح غولدن بلينز دورًا حاسمًا بتحقيق الهدف الطموح لحكومة فيكتوريا المتمثل في الوصول بمعدل توليد الكهرباء المتجددة إلى 95% بحلول أواسط العقد المقبل (2035)”
وتابعت:” أشعر بالفخر من أن منطقة غيلونغ تؤدي دورها على أكمل وجه بخبرات محلية لتسهيل تنفيذ هذا المشروع الأيقوني”.
وقال الرئيس التنفيذي لميناء غيلونغ بريت وينتر، إن الميناء يسعد بالشراكة مع تاغ إنرجي وفيستاس في تيسير عملية تسلّم أكبر توربين رياح في العالم.
وأردف وينتر: “عملية تحريك مكونات التوربين الضخمة تلك بأمان معقدة للغاية، لكن ميناء غيلونغ يمتلك البنية التحتية الفريدة والخبرات الواسعة والموقع الرائع لإنجاز مشروع بهذا الحجم”.
من المتوقع أن تؤدي مزرعة رياح غولدن بلينز، التي تلامس سعتها الإجمالية 1300 ميغاواط عند إنجازها، دورًا رئيسًا في تحقيق أهداف التحول الأخضر في ولاية فيكتوريا بوجه خاص، وأستراليا بوجه عام، مع دعم الاقتصاد المحلي وتوفير مئات الوظائف.
ويضم المشروع، الذي يشارك في تنفيذه أكثر من 400 شخصًا، خبرات كبيرة في سلسلة القيمة بأكملها، من بينها تطوير مشروع رئيس، وميناء وخدمات النقل، وتصنيع توربين الرياح، وتشغيله على المدى الطويل.
وفور إنجازها، ستُنتِج المرحلة الأولى من مزرعة رياح غولدن بلينز كميات من الكهرباء النظيفة تكفي لتشغيل 450 ألف منزل، ومنع ما يزيد على 4 ملايين طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
شار إلى أن شركة تاغ إنرجي تمتلك حصة من الأسهم نسبتها 85% في المشروع بعدما استحوذت كل من إنغكا إنفيستمنتس Ingka Investments، الذراع الاستثماري لشركة إنغكا غروب Ingka Group السويدية، وأكبر سلسلة تجزئة في العالم إيكيا IKEA على 15% من الأسهم في المشروع ذاته أوائل العام الحالي (2023).
يُذكر أن شركة “سنوي هيدرو Snowy Hydro” الأسترالية كانت قد وافقت مؤخرًا على شراء ما نسبته 40% من الكهرباء المولدة من مزرعة رياح غولدن بلينز في اتفاقية ضخمة.