اختطفت أنغولا مركز الصدارة الأفريقية في تركيب مشروعات الطاقة الشمسية خلال العام الماضي (2022)، بينما حلّت مصر في المركز الثالث.
وجاء ذلك خلافًا للتوقعات التقليدية التي تحصر الصدارة في دول الشمال والجنوب الأفريقي منذ سنوات.
وأظهرت بيانات مجمعة صادرة عن رابطة صناعة الطاقة الشمسية في أفريقيا “أفسيا”، تصدُّر أنغولا للقائمة الأفريقية بسعة تركيب بلغت 284 ميغاواط خلال عام 2022، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع بي في ماغازين المتخصصة (pv-magazine).
وتعدّ هذه النتائج مفاجئة لكل التوقعات التي تركّز على المغرب ومصر وجنوب أفريقيا منذ سنوات، وفقًا لبيانات الطاقة الشمسية النامية في هذه البلاد.
ورغم استمرار هذه البلاد في تصدُّر مبادرات الطاقة الشمسية الجديدة في أفريقيا، فإن بعض البلدان الأخرى الأقلّ حظًا باتت محط الأنظار الإقليمية والدولية.
أكبر 5 دول
اعتمدت البيانات المجمعّة على منهاجية احتساب السعة الخاصة بالمشروعات الكبيرة، والشبكات التجارية والصناعية، والشبكات الصغيرة، إضافة إلى أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية.
وأظهرت هذه البيانات قيام دولتين أفريقيتين بتركيب أكثر من 100 ميغاواط عبر المشروعات الجديدة، بينما ركّبت 16 دولة أخرى 10 ميغاواط.
وجاءت جنوب أفريقيا في المركز الثاني- بعد أنغولا- بسعة تركيب جديدة بلغت 111.8 ميغاواط، بينما جاءت مصر في المركز الثالث بسعة 80 ميغاواط جديدة.
كما جاءت غانا في المركز الرابع بسعة 71.3 ميغاواط، يليها موزمبيق في المركز الخامس بسعة 41.1 ميغاواط، وفقًا للبيانات التفصيلية التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
30 دولة في الهوامش
كما كشفت بيانات رابطة صناعة الطاقة الشمسية في أفريقيا ضعف سعة التركيب في 30 دولة أفريقية أخرى، إذ أضافت 1 ميغاواط خلال العام الماضي.
ويشير هذا الجانب المحبط من الإحصائيات إلى حقيقة صادمة تتعلق بأن نسبة ثلثي بلدان القارة السمراء ما زالت بعيدة عن ثورة الطاقة الشمسية، رغم وفرتها بكثافة، خلافًا لقارات العالم أجمع.
وتشير المشروعات الجديدة المعلَنة في أفريقيا خلال الـ12 شهرًا الماضية، إلى أن 49 دولة أفريقية تعمل على تطوير مشروعات لا تزيد عن 2 ميغاواط، بينما تطوّر 29 دولة مشروعات بسعة 100 ميغاواط جديدة.
ساحل العاج ومدغشقر
توشك 3 مشروعات جديدة واسعة النطاق على دخول حيز التنفيذ في بعض البلاد الأفريقية المهمشة، مثل ساحل العاجل ومدغشقر وأنغولا.
ويقع أول مشروع في ساحل العاج بسعة 37.5 ميغاواط، بينما تقع المحطة الثانية بمدينة أنتهالا في مدغشقر بسعة 1.8 ميغاواط، وتطوّرها شركتا “غرين يلو”،” و “أكسيان غروب”.
أمّا المشروع الـ3، فيقع في مدينة لوكابا الأنغولية بسعة 7.2 ميغاواط، وتطوّره مجموعة إم سي إيه –مقرّها البرتغال- ضمن سلسة مشروعات كبيرة في البلاد بسعة 370 ميغاواط.
وتستعد 3 مشروعات أفريقية أخرى واسعة النطاق لدخول مرحلة البناء، أحدها في زيمبابوي بسعة 50 ميغاواط ، والثاني في غامبيا بسعة 23 ميغاواط.
أمّا المشروع الثالث، فهو توسعة لمحطة شمسية في مدغشقر عبر إضافة 25 ميغاواط إلى قدرتها بوساطة مجموعة أكسيان غروب، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وتمثل هذه المشروعات الـ3 قرابة 10% من إجمالي السعة المسجلة للمشروعات الكبيرة في أفريقيا خلال عام 2022.
الصومال وليبيريا
كما حظيت بعض المشروعات في بلدان أفريقية -مبتدئة في القطاع- بتمويلات دولية لتغطية المخاطر المرتبطة بمشروعات الطاقة الشمسية الهجينة في الصومال وليبيريا وإريتريا.
وتجمع أنظمة الطاقة الشمسية الهجينة بين استعمال الألواح الضوئية ومصدر آخر لتوليد الكهرباء، غالبًا ما يكون الديزل.
وينتشر هذا النوع من المشروعات في بعض البلدان الأفريقية الفقيرة لانخفاض تكلفته، كما يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقدّم البنك الدولي ضمانًا بقيمة 5.6 مليون دولار لتغطية مخاطر مشروع طاقة شمسية هجين في الصومال بسعة 2.8 ميغاواط، كما تعهَّد بتقديم دعم آخر بقيمة 96 مليون دولار لمشروع مماثل في ليبيريا بسعة 60 ميغاواط.
مصر الأكبر تمويلًا
كما وافق بنك التنمية الأفريقي على حزمة قروض بقيمة 13.7 مليون دولار لتمويل بناء محطة طاقة شمسية بمدينة القيروان في تونس.
وتحظى مصر- أكبر بلدان الشمال الأفريقي من حيث السكان- بتمويلات دولية أضخم بلغت 1.1 مليار دولار مقدّمة من مؤسسة التمويل الدولية إلى شركة أبيدوس للطاقة الشمسية، التي تعمل على تطوير مشروع في أسوان بطاقة 560 ميغاواط.
بينما تقوم شركة أمونت لطاقة الرياح بمشروع في خليج السويس لتوليد الكهرباء من الرياح بسعة 505 ميغاواط.
ويعاني قطاع الطاقة المتجددة في أفريقيا من ضعف الاستثمارات العالمية بصورة ضخمة مقارنة بالقارات الأخرى، لا سيما أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا وأستراليا وأميركا الجنوبية.