يستعد قطاع الطاقة الشمسية في الصين -أضخم بلد من حيث السكان في العالم- لاستقبال انتعاشة جديدة خلال عام 2023، وسط خطط طموحة لزيادة السعة بمعدلات قياسية.
وتخطط الصين لإضافة ما يتجاوز 100 غيغاواط من الكهرباء النظيفة خلال عام 2023، إلّا أنها تواجه مشكلة في تحديث البنية التحتية لشبكة الكهرباء الوطنية لاستيعاب هذه الطفرة، وفقًا لمنصة إس آند بي غلوبال المتخصصة (S&P Global).
وما زال قطاع الطاقة الشمسية في الصين بحاجة إلى تعزيز قدراته التقنية والتجارية لمواكبة أحدث التطورات التكنولوجية في العالم، وفقًا لمنظمة تشينا فوتوفوالتيك إنستدري المتخصصة.
تستحوذ على 30% عالميًا
تستحوذ الصين على أكبر سعة من مشروعات الطاقة الشمسية عالميًا منذ سنوات، بنسبة تجاوزت 30% من إجمالي السعة المثبتة حول العالم، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم هذه الريادة العالمية، فإن بكين ما زالت بحاجة إلى إصلاحات كبيرة في نظام نقل وتوزيع الطاقة المحلي، بصورة تتناغم مع خطط التوسع في القطاع خلال السنوات المقبلة.
وتواجه شبكات الكهرباء المحلية الضخمة في الصين تحديًا في استقبال سعات إضافية من الطاقة الشمسية المتقطعة، لتصميم الشبكات منذ البداية لاستيعاب الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري بمختلف أنواعه.
وتتجه أغلب شركات توزيع الكهرباء في العالم لإعادة تصميم الشبكات لاستيعاب مستويات غير مسبوقة من الطاقة المتجددة في ظل التوجه العالمي المتصاعد نحوها.
تحديث الشبكات ضرورة
توصي شركة “إستات باور إنفستمنت كوربوراشن” الحكومية بضرورة تحديث شبكات توزيع الكهرباء المحلية لمواكبة الطفرات المتوقعة من قطاع الطاقة الشمسية في الصين.
وتعدّ هذه الشركة واحدة من أكبر 5 شركات محلية متخصصة في توليد الكهرباء على مستوى أرجاء الصين، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويقول نائب رئيس قطاع التخطيط الإستراتيجي في شركة “إستات باور” لي بنغ، إن صناعة الطاقة الشمسية في البلاد تشهد توسعات قياسية، لكنها ما زالت معتمدة على شبكات النقل الكهربائية التقليدية الكبيرة، ما قد يمثّل قيدًا على نمو السعة ويجعلها محدودة.
ويتوقع “بنغ” أن تواجه شبكة النقل والتوزيع الحالية في الصين تقلّبات يومية كبيرة من استقبالها 100 غيغاواط شمسية مخطط لها هذا العام.
وتشمل هذه التحديات تقلبات في إمدادات الكهرباء على مدار الساعة، خاصة في أوقات الذروة التي تشهد استهلاكًا مرتفعًا يتطلب ضمان تدفق التيار بصورة منتظمة، وهو ما يناقض طبيعة التقطع المعروف في توليد الكهرباء من الشمس على حسب ظروف الطقس ومعدلات سطوح الشمس وخلافه.
ويخشى لي بنغ من استمرار اعتماد الصين على شبكات الكهرباء التقليدية الكبيرة في استيعاب السعة القياسية المخططة للطاقة الشمسية عام 2023؛ ما قد يؤدي إلى خفض استعمال بعض مرافق التوليد التقليدية أو انخفاض السعة المضافة بصورة حادّة في عام 2024.
الألواح المثبتة حل جيد
يقترح مركز إحصاءات الطاقة الجديدة الحكومي تشجيع نماذج الأعمال التي تركّز على الحلول المتكاملة لدمج الطاقة الشمسية في قطاعات الصناعة عبر مشروعات الألواح الشمسية المثبتة على الأسطح.
ويمكن لهذا الاقتراح أن يسهم في حل مشكلات ترقية الشبكات ونقل التيار لمسافات طويلة، إلّا أنه يحتاج إلى تنسيق الجهود بين شركات الطاقة الشمسية في الصين ومطوّري المشروعات ومستعملي الكهرباء، وفقًا لرئيس المركز لي تشيونغوي.
وغالبًا ما يُنظر إلى ثورة الطاقة المتجددة في الصين من منظور الحجم مقارنة بنظيرتها في العالم، إلّا أن خبراء بكين ينظرون إليها من زاوية تحديات النقل والاستهلاك على وجه الخصوص.
يقول تشيونغوي، إن ما تحتاجه الصين ليس فقط “جعل الفطيرة أكبر” -يقصد الحجم على حدّ تعبيره-، ولكن إصلاح جانب الطلب لجعل “استهلاك الفطيرة أسهل”.