تساعد مشروعات الطاقة الشمسية في كوسوفو على تنفيذ التزام الحكومة بالتخلص من الفحم بحلول منتصف القرن (2050)، وتستعد الدولة الأوروبية لبدء الإنتاج من مزرعة جديدة تقع غرب البلاد.وتسعى حكومة الدولة الواقعة في قلب منطقة البلقان إلى جذب الاستثمارات عبر طرحها عدد من الأراضي العامة واتفاقيات شراء الكهرباء لمدة 15 عامًا، وأزاحت الستار عن مزاد بسعة 100 ميغاواط للطاقة الشمسية، وفق ما نقلته رويترز وتعاني بعض الدول الأوروبية توافر إمدادات الكهرباء اللازمة لتلبية الطلب خاصة خلال أوقات الذروة، ودفع ذلك حكومة كوسوفو إلى استيراد الكهرباء بأسعار باهظة في ديسمبر/كانون الأول 2021 في توقيت حرج للغاية بالنسبة للقارة العجوز بالكامل.
تبلغ قدرة الاستثمار الجديد لمزرعة الطاقة الشمسية في كوسوفو 150 ميغاواط، وحجم إنتاج سنوي يصل إلى 234 ألف ميغاواط/ساعة، ومن شأنها أن تقلص الاعتماد على الفحم فور بدء الإنتاج منها في غضون 12 شهرًا.ويُعَد المشروع شراكة بين مستثمرين دوليين ومحليين، في إطار مشروعات التطوير لائتلاف مجموعة الطاقة الشمسية في أوروبا “إس إي جي إي”.
وتعتمد مزرعة الطاقة الشمسية في كوسوفو على استثمارات القطاع الخاص دون الاستفادة من الدعم الحكومي، ويُخطط لبيع إنتاجه في السوق المفتوحة، بعد إتمام مجموعة سيمنس الألمانية للخدمات ومعدات الكهرباء أعمال الهندسة والبناء وتشرُع في التشغيل.
ولفت رئيس الوزراء الكوسوفي، ألبين كورتي، إلى أن إمكانات الطاقة النظيفة تدعم خطط بلاده نحو مستقبل صديق للبيئة، حسبما أوضح خلال تصريحات له احتفالًا ببدء البناء.
تشكل مشروعات الطاقة الشمسية في كوسوفو بارقة أمل للدولة الأوروبية؛ إذ تسمح بخفض اعتمادها المفرط على الفحم، ولا سيما أن بريشتينا -العاصمة- تملك خامس أكبر احتياطي عالمي من الفحم البني -بما يقدر يتراوح بين 12 مليارًا و14 مليار طن- طبقًا للأرقام الرسمية.
وأعلنت حكومة الدولة البلقانية التزامًا بالتخلص من الاعتماد على الوقود الملوث بحلول عام 2050؛ ما يدفعها لتوفير بدائل مناسبة لإمدادات الكهرباء وإطلاق المناقصات والمشروعات بين الحين والآخر، جنبًا إلى جنب مع المشروعات الخاصة وأحدثها المزرعة قيد البناء.وتعتمد كوسوفو على محطتي كهرباء تعملان بالفحم تصل أعمارهما إلى 40 و60 عامًا، وتضطر الحكومة إلى إغلاقهما بصورة متكررة لأعمال الصيانة والإصلاحات، في حين توصف المحطتان بأنهما أكثر محطات الكهرباء في أوروبا تلوثًا.
وفي ظل الاعتماد على محطتين متهالكتين ومن أبرز مصادر التلوث في البلاد والقارة بأسرها، باتت مشروعات الطاقة الشمسية في كوسوفو موضع اهتمام من قبل الحكومة والقطاع الخاص.ويبدو أن كوسوفو تحاول تجنب تكرار سيناريو أواخر عام 2021، بعدما اضطرت إلى استيراد كهرباء بأسعار باهظة مع انطلاق بوادر أزمة الطاقة الأوروبية.