أعلنت شركة النفط البريطانية بي بي (BP) بدء تشغيل أول مصنع لتحويل غاز النفايات أو المكب إلى الغاز الطبيعي المتجدد في الولايات المتحدة.
ويُعد غاز المكب منتجًا طبيعيًا ثانويًا ناتجًا عن تحلل الفضلات في مكبات النفايات.وجاءت الخطوة بعد استحواذ بي بي على شركة “أركيا إنرجي” (Archaea Energy) الأميركية (أكبر منتج للغاز الحيوي في الولايات المتحدة)، في صفقة ضخمة بقيمة 4 مليارات دولار أُبرمت في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2022)
وتأمل الشركة أن يساعد المصنع الجديد -الذي يقع في مدينة ميدورا بولاية إنديانا- في تحسين جودة الهواء وخفض الروائح غير المرغوب فيها، وإنتاج المزيد من الطاقة المستدامة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي، وكذا إنتاج الغاز لاستعماله داخل المنازل والمشروعات وقطاع النقل.
وتصل قدرة المعالجة في المصنع الجديد 3 آلاف و200 قدم مكعبة بالدقيقة من غاز النفايات، التي سيحولها إلى غاز طبيعي متجدد، وهي كافية لتدفئة نحو 13 ألفًا و26 منزلًا سنويًا، بحسب البيان الصحفي المنشور على موقع شركة بي بي.
ويُنتج الغاز الطبيعي المتجدد أو الميثان الحيوي من المواد الحيوية، مثل نفايات الماشية وبقايا المحاصيل ومخلفات الطعام والعديد من النفايات العضوية، قبل خضوعه لعملية معالجة لإزالة الغازات الأخرى غير الميثان.
يوجد المصنع الجديد بالقرب من مكب نفايات تملكه شركة رمبكي ويست آند ريسيكيلينغ (Rumpke Waste and Recycling)، وهو أول مصنع يدخل حيز الإنتاج منذ استحواذ بي بي على شركة أركيا إنرجي في العام الماضي.
وباستعمال الوحدات المعيارية التي تنتجها شركة أركيا، يمكن للمصنع احتجاز الغاز المنبعث من مكب رمبكي للنفايات، وتحويله إلى كهرباء وحرارة أو غاز طبيعي متجدد.
وعادة ما تُصمم محطات الغاز الطبيعي المتجدد خصيصًا حسب الطلب، إلا أن الجديد الذي قدمته شركة أركيا هذه المرة هو تصميم يرتكز على زلاجات مع مكونات قابلة للتبديل.
ويقول البيان، إن التقنية الجديدة ستؤدي إلى تسريع بناء المصانع ذات الصلة، مقارنة بالسابق.
مكّن الاستحواذ على شركة أركيا بي بي، لتصبح أكبر منتج للغاز الطبيعي المتجدد في الولايات المتحدة، ما سيدعم قدراتها لتحقيق أهداف إزالة الكربون.
ويُعد الغاز الحيوي أحد 5 أعمدة لدفع تحول الطاقة في شركة بي بي، إذ تعتزم زيادة هوامش أرباح إنتاجه إلى نحو ملياري دولار قبل الاستقطاعات بحلول عام 2025، وإلى أكثر من 4 مليارات دولار في 2030.
كما تتضمّن خطة تحول الطاقة شحن السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والكهرباء والهيدروجين.
ومن المتوقع أن تستثمر بي بي ما يصل إلى 8 مليارات دولار إضافية في مشروعاتها الهادفة إلى تحول الطاقة خلال العقد الجاري، وصولًا لأن تشكل أكثر من 40% من إجمالي الإنفاق السنوي لرأس المال بحلول 2035، و50% بحلول 2030.
أشادت الرئيسة التنفيذية لشركة أركيا إنرجي، ستارلي سايكس، بالخطوة قائلة: “ما نفعله في مصنع ميدورا استثنائي، إنها مجرد البداية لما هو قادم في أركيا”.
وأضافت: “إنها خطوة كبيرة للأمام في رحلتنا إلى الحياد الكربوني لاحتجاز انبعاثات النفايات وتزويد المستهلكين بوقود منخفض الانبعاثات والكربون”.
وتابعت: “هدفنا هو دخول العديد من المصانع ذات التقنية المعيارية حيز التشغيل هذا العام بأمان”.
ويقول رئيس المنطقة في شركة “رمبكي ويست آند ريسيكلينغ”، جيف رمبكي: “تبحث شركتنا العائلية دومًا عن تقنيات لتقليل الآثار الكلية الناتجة عن عملياتنا، وتعزيز جهودنا لحماية البيئة”.
وأضاف أن “المصنع الجديد سيساعد في خفض الانبعاثات وطمأنة السكان بأن نفاياتهم لا يجري التخلص منها بصورة صحيحة فحسب، وأنها تُستعمل أيضًا في أشياء مفيدة”.
تشير تقديرات إلى أن سوق الغاز الطبيعي المتجدد ستشهد قفزة إنتاجية ضخمة في دول أميركا الشمالية بحلول عام 2050، لتتضاعف بمعدل 10 أضعاف إلى 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا بحلول 2050، وفق شركة أبحاث الطاقة “وود ماكنزي” (Wood Mackenzie).
وبلغ حجم سوق الغاز الطبيعي المتجدد في أميركا الشمالية نحو 385 مليون قدم مكعبة يوميًا عام 2022، بقيادة 3 ولايات استحوذت على قطاع كبير من الإنتاج.
وخلال العام الماضي (2022)، أضافت السوق 60 مليون قدم مكعبة يوميًا، بدعم من الحوافز الحكومية الرامية لخفض الانبعاثات في قطاع النقل، كما تضاعف عدد المشروعات الجديد خلال السنوات الـ5 السابقة لعام 2022، كما أُعلن 66 مشروعًا جديدًا.
وتُعدّ الولايات المتحدة أحد أكبر المنتجين للغاز الطبيعي المتجدد منذ عام 2019، متفوقة على ألمانيا، إلا أن حجم الإنتاج ما زال محدودًا مقارنة بالتوسع في البرازيل وكندا والصين والهند.
وتنتج ولاية تكساس 62 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي المتجدد حاليًا، في حين تنتج كاليفورنيا 33 مليون قدم مكعبة يوميًا، وولاية بنسلفانيا قرابة 33 مليون قدم مكعبة يوميًا.