عاد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم إلى تصدّر المشهد، بعد نجاح محاولة إنقاذه من الانهيار نتيجة الخلافات بين اثنين من كبار المليارديرات في أستراليا.
فقد جدد الملياردير مايك كانون بروكس، خطط مشروع شركة “صن كيبل” لتطوير مزارع الطاقة الشمسية العملاقة في أستراليا لتزويد مدينة داروين وسنغافورة، بالكهرباء عبر خط تحت البحر .وأنهت شركة “غروك فنتشرز” (Grok Ventures) -التي يمتلكها كانون بروكس- يوم الخميس (7 سبتمبر/أيلول 2023)، استحواذها على صن كيبل، بعد أشهر من نزاع بين داعميه هدد بإخراج أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم عن مساره.
وقال كانون بروكس للصحفيين: “لقد أمضينا الكثير من الوقت مع العملاء، ونحن واضحون تمامًا بشأن اقتصادات المشروع.. نعتقد أن هناك هامشًا كافيًا لجعله مشروعًا قابلًا للاستثمار”، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
قال كانون بروكس إنه لا يزال يعتقد أن المستثمرين الخارجيين سينجذبون إلى مشروع “باور لينك” -أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم- مضيفًا أن هناك بالفعل طلبًا على كهرباء أكثر مما يمكن أن ينتجه.
وأوضح أنه سيجري تقسيم شركة “صن كيبل” إلى وحدتي أعمال، مع التركيز على أستراليا وسنغافورة، ما قد يزيد من جاذبيته للمستثمرين.
وأكد أن الشركة حققت تقدمًا جيدًا، وتُعد في وضع قوي لتسليم مشروع “باور لينك” إلى سنغافورة عبر إندونيسيا.
وقال كانون بروكس إن الشركة ستتقدم بطلب للحصول على ترخيص من هيئة سوق الطاقة في سنغافورة هذا الشهر، على أمل في تحقيق هدف تلك الدولة المتمثل في استيراد ما لا يقل عن 4 غيغاواط من مصادر منخفضة الكربون بحلول عام 2035.
وستواصل الشركة أيضًا المحادثات مع الحكومة الإندونيسية للحصول على ترخيص لمد الخط عبر مياهها الإقليمية.
واحتفظت شركة “صن كيبل” بخططها السابقة لتزويد الكهرباء من مزرعة للطاقة الشمسية في ولاية الإقليم الشمالي الأسترالية إلى مدينة داروين بحلول عام 2030، وإلى سنغافورة بحلول أوائل ثلاثينيات القرن الـ21.
وسيرسل مشروع “باور لينك” المقترح بين أستراليا وآسيا الطاقة من مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة 20 غيغاواط مع أكبر بطارية تخزين في العالم في أستراليا عبر خط تحت البحر بطول 4200 كيلومتر (2610 أميال) إلى سنغافورة.
كانت شركة “صن كيبل” مملوكة لشركتي كانون بروكس وفورتسكيو ميتلز -التي أسسها الملياردير أندرو فورست- وسط شكوك حول جدوى المشروع الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار أسترالي (12.73 مليار دولار أميركي).
فقد أعرب كانون بروكس عن إيمانه بمؤسسي المشروع ورؤيتهم للربط بسنغافورة وغيرها من المشروعات المماثلة؛ في حين قال فورست إنه غير مقتنع بالجدوى التجارية لإرسال الكهرباء عبر الخطوط تحت سطح البحر.ووُضعت الشركة تحت الإدارة الطوعية، وهو أقرب ما يعادل الإفلاس في أستراليا بموجب الفصل 11، في يناير/كانون الثاني 2023 بعد فشل الطرفين في الاتفاق على التمويل المستقبلي.
وتغلّب كانون بروكس على شركة فورست في شهر مايو/أيار/2023 للسيطرة على شركة صن كيبل، قائلًا إن شركة “غروك فنتشرز” ضخت 65 مليون دولار في الشركة خلال وجودها تحت الإدارة.
وقال: “نحن نركز على الاستثمار في تكنولوجيا المناخ والتحول المناخي لخلق غد أفضل”، مضيفًا أن شركات مثل صن كيبل “يمكنها تحقيق تخفيض كبير في ثاني أكسيد الكربون وعوائد استثمارية ضخمة”.
وشدد على أن “مشروعات صن كيبل طموحة.. ومع ذلك، فإن هذا الطموح يتناسب مع تحديات وفرص التحول إلى الطاقة المتجددة”.
تهدف شركة “صن كيبل” إلى تطوير مزرعة للطاقة الشمسية من شأنها أن تصل في النهاية إلى 6 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
وستبلغ قدرة المرحلة الأولى 900 ميغاواط لتزويد داروين بالكهرباء؛ وسيجري لاحقًا بناء وتوصيل خط قادر على ربط سنغافورة بقدرة 1.75 غيغاواط من الكهرباء.
وسيكون هناك أيضًا “قدر كبير من بطاريات التخزين” لتوفير الثبات والكهرباء على مدار الساعة؛ وستتوسع شركة صن كيبل لتكون قادرة على توفير 3 غيغاواط أخرى من الكهرباء لداروين، بحسب ما نقلته صحيفة الغارديان.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة غروك فنتشرز، جيريمي كوونغ لو، إن الشركة لديها “درجة عالية من الثقة” بأن شركة صن كيبل ومشروع باور لينك سيحصلان على التمويل المطلوب، مع الوصول إلى الإنجازات الرئيسة للمشروع.
وقالت شركة غروك فنتشرز إن شركة صن كيبل قد تلقت بالفعل اهتمامًا صريحًا بنحو 6 أضعاف إمدادها الأول إلى داروين، والمزيد من اهتمام العملاء في سنغافورة بما يصل إلى 2.5 غيغاواط من الكهرباء، أي 1.5 مرة من قدرة الخط.