تشهد بريطانيا تسارعًا في معدلات تحويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم وإعادة تطويرها إلى مشروعات حيادية الكربون، في مقدمتها مشروعات تخزين البطاريات.
وتأتي تلك المشروعات في إطار خطة أوسع تنتهجها لندن، بهدف التحول بعيدًا عن مصادر الوقود الأحفوري نحو مصادر الكهرباء المتجددة، بُغية تعزيز أمن الطاقة، بجانب الالتزام بأهدافها المناخية.
وفي هذا السيناريو كشفت شركة “إس إس إس رينيوابولز” البريطانية عن خطط لتطوير مشروع لتخزين البطاريات سعة 150 ميغاواط في موقع محطة لتوليد الكهرباء بالفحم سابقة بمقاطعة ويست يوركشاير شمال المملكة المتحدة، حسبما أورد موقع إنرجي مونيتور.
وأصبحت عملية تحويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم السابقة إلى مشروعات حيادية الكربون تلقى اهتمامًا متزايدًا في بريطانيا، فيما يمكن للمطورين الاستفادة من البنية التحتية والقوة العاملة الموجودة بالفعل.
وفي هذا السيناريو أوقفت “إس إس إس رينيوابولز” تشغيل محطة الكهرباء العاملة بالفحم “فيري بريدج” في عام 2016.
من المُزمع البدء في بناء مصنع البطاريات في وقت لاحق من شهر مايو/أيار (2023)، على أن يجري إعادة توصيل “فيري بريدج” بالشبكة في شهر يونيو/حزيران (2024).
وستتولى شركة “صن غرو باور سابلاي” المتخصصة في تطوير وإنتاج وبيع وتقديم الخدمات لمحولات الطاقة الشمسية، مهمة تزويد المصنع بتقنية البطاريات، بجانب شريكتها “أو سي يو”.
وفي ضوء هذا السيناريو، قال رئيس “صن غرو باور سابلاي” لويس لي، إن شركته ستضطلع بمهمة تزويد “نظام تخزين الكهرباء المبرد بالسائل (باور تيتان) لهذا المشروع التاريخي”.
في مطلع العام الجاري (2023)، حصلت شركتا تيرا باور وإكس إنرجي الأميركيتان على تمويلات مؤقتة بقيمة 160 مليون دولار أميركي من برنامج أدفانسيد ريأكتور ديمونستريشن، تُخصص لبناء مفاعلين نوويين متطورين يدخلان حيز التشغيل قبل عام 2028.
وذكرت الشركتان أنهما تتطلعان إلى تحويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم إلى موقع يتسع لبناء مفاعلين نوويين.
وفي المملكة المتحدة، أُعيد تشغيل عدد من مناجم الفحم غير المُستغلة لأغراض التدفئة للمنازل والشركات القريبة، إذ يُمكن تسخين المياه في شبكات المناجم التي كانت قائمة بالفعل، ما قد يتيح بديلًا مُستدامًا لغلايات الغاز.
وحددت حكومة المملكة المتحدة حُزمة من الأهداف، تتمثّل في وضع حد نهائي لاستعمال غلايات الغاز في المنازل والشركات المبنية حديثًا بحلول عام 2025.
وفي شهر أبريل/نيسان (2023)، أعلنت أكبر شركة لتطوير المصادر المتجددة في عموم المملكة المتحدة “دراكس”، أن محطة الكهرباء العاملة بالفحم لديها في نورث يوركشاير لن تستعمل الفحم بعد الآن.وبدلًا من ذلك ستُستعمل “الكتلة الحيوية المستدامة” لتشغيل المحطة.
وتتطلع “دراكس” -أيضًا- إلى تركيب تقنية احتجاز الكربون وتخزينه، وفقًا لما صرّح به الرئيس التنفيذي للشركة ويل غاردنر،
قال غاردنر: “الزخم العالمي لتحويل محطات الكهرباء العاملة بالفحم إلى كتلة حيوية يتنامى مع تطلع دول أكثر للعمل على تقليص الانبعاثات الكربونية عبر التحول من استعمال الوقود الأحفوري إلى مصادر الكهرباء المتجددة، مع المحافظة على أمن الطاقة لديها”.
وتابع: “في الشهور الأخيرة، جرى إعلان مشروعات جديدة في دول عدة مثل اليابان والمجر”.
من جهته، قال مدير الطاقة الشمسية والبطاريات في “إس إس إي رينيوابولز” كيف-بيغلي، إن مشروع تخزين البطاريات الجديد الذي “يقع بجوار محطة الكهرباء العاملة بالفحم السابقة (فيري بريدج) يسلط الضوء على “التحول إلى حيادية الكربون مع دعم الوظائف الخضراء الجديدة”.
وستطور “إس إس إس رينيوابولز” الموقع في إطار برنامج “تسريع حيادية الكربون”، علمًا بأن الشركة تمتلك -حاليًا- مشروعات بطارية وطاقة شمسية سعة 2 غيغاواط قيد التطوير أو حتى قيد الإنشاء.