تواصل الصين استعراض قدراتها المُذهلة في طاقة الرياح عبر تطوير أكبر توربين رياح برية في العالم، بمساعدة الحكومة، في إطار خطة بكين لتعزيز حصة الكهرباء النظيفة في مزيج الطاقة الوطني.وتقود الصين المشروعات المُنفّذة –حاليًا- في صناعة طاقة الرياح البحرية العالمية، وفق تقديرات صادرة عن المنتدى العالمي للرياح البحرية.
وتتويجًا لإنجازاتها في ذلك القطاع الحيوي، دشّنت شركة غولدويند الصينية المتخصصة في تصنيع توربينات الرياح أكبر توربين رياح برية في العالم، والبالغة سعته 12 ميغاواط، حسبما أورد موقع “ويند باور مانثلي ” Windpower Monthly المتخصص.
وفي شهر أبريل/نيسان (2023)، كشفت الشركة النقاب عن طرازين جديدين من التوربينات -GWH221-8.X-10و GWH24X-12.X-، زاعمة أنها تجاوزت 100 غيغاواط من سعة طاقة الرياح المُركبة عالميًا.
ومن المتوقع أن يصبح التوربين طراز GWH24X-12.X البالغة سعته 12 ميغاواط هو أكبر توربين رياح برية في العالم، ما إن يدخل حيز التشغيل.
وسيتجاوز التوربين أكبر توربينات الرياح البحرية التي تُنشَر في الوقت الراهن على نطاق تجاري.
ويبرز توربين هالياد-إكس، الذي يحمل علامة جنرال إلكتريك التجارية، بصفته أكبر توربين عامل في مشروعات طاقة الرياح، وتلامس سعته 14 ميغاواط، وهو مُصمم خصوصًا للمواقع البحرية، التي تتواءم مع التوربينات الكبيرة عمومًا.
وذكرت غولديند في بيان أنها استطاعت تطوير أكبر توربين رياح برية في العالم بفضل دعم الحكومة الصينية، والشركاء الآخرين في صناعة طاقة الرياح، التي مكّنت الشركة من انتهاز فرص التجريب والأخطاء بُغية تطوير توربينات جديدة.
ولم تُفصح الشركة بعد عن تفاصيل بشأن حصول الطرازين الجديدين من أكبر توربين رياح برية في العالم على أيّ اعتمادات، أو حتى موعد تركيب النماذج الأولية منها.
زعمت غولدويند أنها تجاوزت حاجز الـ100 غيغاواط من سعة طاقة الرياح المُركبة عالميًا، ما يعادل 11% من إجمالي السعة العالمية.
وتزوّد غولد ويند ما يربو على ألف مزرعة رياح في العالم بالتوربينات، تقع غالبيتها في البر الرئيس للصين.
وتبيع غولديند –مصنّعة أكبر توربين رياح برية في العالم- التوربينات إلى مشروعات في وسط آسيا، وجنوب أوروبا، وأميركا الجنوبية، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية.
ولا توجد هناك سوى 3 شركات مصنّعة لتوربينات الرياح –فيستاس وسيمنس جاميسا الأوروبيتان وجنرال إلكتريك الأميركية- قد تجاوزت غولدويند من حيث السعة العالمية، بحسب البيانات الصادرة عن كل من مؤسسة “ويند باور إنتليغنس” العاملة في تزويد البيانات، وأيضًا- قسم الأبحاث في “ويند باور مانثلي”.
في العام الماضي (2022)، أصدرت صناعة الرياح الأوروبية سلسلة من التحذيرات العاجلة بشأن الضغوطات المالية التي تواجه الشركات المُصنّعة للتوربينات في القارة العجوز- نشرت كلها خسائر فادحة في تقارير نتائج الأعمال.
وقالت حينها إن شركات الرياح الصينية تمضي على المسار الذي يقودها لأن تؤمّن معدلات الطلب العالمية الصاروخية، إذا لم يُحرّك نظراؤها الأوروبيون ساكنًا، حسبما ذكر موقع “ريتشارج نيوز”.
على صعيد آخر، أظهرت نتائج تقرير “غلوبال ويند ريبورت 2023“ أن 2022 كان ثالث أفضل عام على الإطلاق بالنسبة لسعة الرياح الجديد العالمية، مع إضافة 78 غيغاواط.
وأوضح التقرير الصادر عن مؤسسة “جي دبليو إي سي” أن سعة طاقة الرياح العالمية المُركبة نمت بواقع 906 غيغاواط، ما يمثّل زيادة نسبتها 9% على أساس سنوي.ووفقًا للتقرير الصادر ذاته، ينبغي أن يكون 2023 هو أول عام تتجاوز فيه السعة الجديدة المُضافة عالميًا 100 غيغاواط.
في تقرير منفصل، توقعت وحدة استخبارات السوق “ماركيت إنتليغنس” التابعة لـ “جي دبليو إي سي” أن تبلغ السعة الجديدة المضافة عالميًا خلال السنوات الـ5 المقبلة (من 2023-2027) 680 غيغاواط، ما يُعادل 136 غيغاواط سنويًا حتى عام 2027.
وتوقّع التقرير ذاته أن تلامس السعة الجديدة الإضافية من طاقة الرياح 143 غيغاواط بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بزيادة 13% عن التوقعات السابقة.
وسبق أن توقّع التقرير بناء سعة عالمية جديدة تصل إلى 1078 غيغاواط خلال المدة من 2022 وحتى 2030، قبل أن ترفع توقعات جديدة تلك السعة إلى 1221 غيغاواط خلال المدة بين 2023 و2030.