سجل توليد الكهرباء بالغاز في أميركا أعلى مستوى على الإطلاق خلال الشتاء الماضي (2022-2023)، رغم ارتفاع أسعاره مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك حملات الهجوم المتصاعدة ضد استعمال الوقود الأحفوري، لا سيما بعد قانون خفض التضخم، الذي تضمن أكبر حوافز ضريبية في تاريخ البلاد، لدعم الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
ووصلت قدرة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي إلى مستوى قياسي بلغ 619 مليار كيلوواط/ساعة خلال موسم التدفئة الأخير (المدّة من بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2022 وحتى نهاية مارس/آذار 2023)، بمتوسط شهري يتجاوز 120 مليار كيلوواط/ساعة، وفق تقرير صادر الأربعاء (7 يونيو/حزيران 2023)، عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وارتفعت حصة الغاز الطبيعي في مزيج توليد الكهرباء بالولايات المتحدة إلى 38% خلال الشتاء الماضي (2022-2023)، بزيادة 3% عن الشتاء السابق (2021-2022).
يرجع السبب في زيادة توليد الكهرباء بالغاز في أميركا إلى نمو الطلب على الكهرباء، والانخفاض المستمر في توليد الكهرباء عبر الفحم.
وبصفة عامة، غالبًا ما يرتفع استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة خلال فصل الصيف، مدفوعًا بزيادة الطلب على تكييف الهواء، كما تحدث ذروة أصغر نسبيًا خلال فصل الشتاء، بفعل الطلب على التدفئة.
وأسهم الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية) في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال الشتاء الماضي، في حين انخفض التوليد عبر الفحم بصورة ملحوظة.
وانخفضت حصة الفحم في توليد الكهرباء بالولايات المتحدة من 21% خلال شتاء (2021-2022) إلى 18% في الشتاء الماضي (2022-2023)، وذلك بسبب التوجه العام في أميركا للتخلص التدريجي من الاعتماد على الوقود الأسود بوصفه الأكثر تلويثًا للبيئة.
بينما زادت حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء عبر إضافة 8 غيغاواط جديدة من طاقة الرياح في عام 2022، إلى جانب 10 غيغاواط أخرى من إضافات السعة الشمسية الجديدة خلال العام الماضي.
تتميّز محطات توليد الكهرباء بالغاز في أميركا بمرونة نسبية في التشغيل، إذ يمكن من خلالها زيادة معدلات التوليد أو خفضها بسرعة أكبر لمواكبة تقلبات الطلب صعودًا وهبوطًا مقارنة بمرونة أقل تتمتع بها مصادر التوليد الأخرى.
كما تتميّز المحطات ذات الدورة المركبة العاملة بالغاز الطبيعي بقدرة توليد أعلى وأقل انبعاثًا، وغالبًا ما تزيد من نشاطها في التوليد، عندما تكون أسعار الغاز منخفضة.
وتتنافس محطات توليد الكهرباء بالغاز في أميركا على زيادة حصتها في المزيج الإجمالي بالولايات المتحدة منذ سنوات، مستفيدة من زيادة الطلب على الكهرباء والتوجه العام لخفض الاعتماد على الفحم.