تخطط شركة أكوا باور السعودية لتوسيع محفظتها الدولية من خلال تنفيذ مشروعات جديدة في دول آسيا الوسطى، وعلى رأسها قازاخستان، التي تهدف إلى الوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2060، وأن تشكّل الطاقة المتجددة 50% من مزيج الكهرباء لديها بحلول عام 2050.
وفي هذا الإطار، وقّعت الشركة (المطور والمستثمر والمشغّل الرائد لمحطات تحلية المياه وتوليد الطاقة والهيدروجين الأخضر حول العالم)، بحضور وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، اتفاقية تمهّد الطريق لخطوات تنفيذ وإدارة مشروع إنشاء محطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح وتخزين الطاقة المتجدّدة داخل بطاريات بقدرة إجمالية تبلغ 1 غيغاواط، استكمالًا لما اتُّفِق عليه بين الطرفين خلال شهر مارس/آذار 2023.
ووقّع الاتفاقية كل من وزير الطاقة في قازاخستان ألماس آدم ساتكالييف، ورئيس مجلس إدارة صندوق الثروة السيادية القازاخستاني “سامروك قازينا” نورلان زاكوبوف، ونائب حاكم منطقة زيتسو باسل يرنات دويسينبيكولي، والرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور السعودية ماركو أرتشيلي.
من شأن تلك الاتفاقية أن تعزز من محفظة استثمارات أكوا باور في قازاخستان، ضمن مجموعة من الدول التي تسعى الشركة السعودية إلى زيادة عدد مشروعاتها فيها.
قال الرئيس التنفيذي لشركة أكوا باور: “لم تكن مساعينا لبناء هذه الشراكة لتُبصر النور دون توجيهات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، والثقة التي منحَنا إياها شركاؤنا في حكومة قازاخستان، والتزامهم بالسعي لنجاح هذه الشراكة”.
وأضاف: “نتطلّع إلى بناء شراكة طويلة الأمد تعود بفائدة مشتركة على كل الأطراف المعنية، إذ يجسّد المشروع التقدم الملحوظ لتطوير محطة لإنتاج طاقة الرياح وتخزين الطاقة المتجدّدة داخل بطاريات في قازاخستان، بقدرة إجمالية تبلغ 1 غيغاواط، مما يمهّد الطريق لقازاخستان لتسير بخطواتٍ واثقة نحو طموحاتها في مجال الطاقة النظيفة”.
ويُعدّ مشروع أكوا باور لبناء المحطة بمثابة الاستثمار السعودي الأكبر في قطاع الكهرباء في قازاخستان، وستسهم توربينات الرياح وبطاريات تخزين الطاقة المتجدّدة في تحقيق قيمة جديدة، وتمكين الأطراف المعنية من الاستفادة من الفرص المتاحة اليوم، للحدّ من انبعاثات الكربون وتحقيق التحوّل المنشود في قطاع الطاقة.
تعدّ الاتفاقية أول مشروعات أكوا باور السعودية في سوق قازاخستان، بحجم استثمارات أولية بلغ 1.5 مليار دولار أميركي، لدعم خطط الدولة الإستراتيجية في مجال التحول نحو الطاقة النظيفة والإسهام في جهود حماية البيئة والحدّ من التغييرات المناخية، والإسهام في دمج مصادر الطاقة المتجددة بأنظمة إنتاج الطاقة القائمة، وتحقيق التنمية المستدامة عبر الابتكار وتبنّي أحدث الوسائل التقنية.
ومن المخطط أن يسهم المشروع عند إنجازه كاملًا في عام 2027 بإزالة الكربون من قطاع توليد الكهرباء القائم بشكل رئيس على الوقود الأحفوري.
تضمّ محفظة مشروعات أكوا باور السعودية 72 مشروعًا لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، بتكلفة استثمارية تبلغ 280.56 مليار ريال سعودي (74.8 مليار دولار)، من خلال توليد 45.85 غيغاواط وإدارة 6.8 مليون متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا، توفرها بصفة إنتاج ضخم يلبي احتياجات مرافق الدول وفق عقود شراء طويلة الأجل تعمل بنموذج الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
وتأخذ “أكوا باور” على عاتقها تحقيق رسالتها من خلال إنتاج الكهرباء والمياه المحلّاة بشكلٍ موثوقٍ وبتكلفة منخفضة، مع الإسهام بفعالية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة للمجتمعات.
كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان قد عقد أمس الإثنين 12 يونيو/حزيران اجتماعًا مع وزير الطاقة القازاخستاني ألماس آدام ساتكالييف؛ إذ بحث الاجتماع سبل التعاون المشتركة بين البلدين في مجالات الطاقة، إلى جانب مناقشة تطورات أوضاع سوق الطاقة العالمية.
وخلال الاجتماع، وقّع وزير الطاقة مع نظيره القازاخستاني مذكرة تفاهم في مجال الطاقة بين البلدين، تشمل تشجيع التعاون في مجالات النفط ومشتقاته، والغاز ومشتقاته، والتكرير، والبتروكيماويات، والكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، وكفاءة الطاقة، وتخزين الكهرباء، وتطوير التعاون في مجال الاقتصاد الدائري للكربون وتقنياته التي تستهدف الحدّ من آثار تغير المناخ، مثل: التقاط الكربون، وإعادة استعماله، ونقله، وتخزينه.كما تتضمن المذكرة تنمية الشراكات النوعية بينهما لتوطين المواد والمنتجات والخدمات المرتبطة بجميع قطاعات الطاقة وسلاسل الإمداد وتقنياتها، والتعاون في تطوير الاستعمالات المبتكرة للمواد الهيدروكربونية في قطاعات مختلفة، والتعاون في مجالات الطاقة المرتبطة بالتحول الرقمي والابتكار والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.