أصبحت أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم متصلة بشبكة الكهرباء الوطنية في بريطانيا، بعد أن بدأ أول توربين العمل بكامل طاقته.
وأوضحت شركة إكوينور (Equinor) النرويجية، بوصفها المشغل الرئيس خلال المرحلة التشغيلية لمزرعة الرياح “دوغر بنك”، أن بدء توليد الكهرباء يُعد إنجازًا رئيسًا في تطوير الصناعة، والانتقال إلى نظام طاقة أنظف وأكثر أمانًا.
وعند اكتمالها، ستكون دوغر بنك أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، أي أكثر من ضعفين ونصف حجم أكبر مزرعة رياح بحرية قيد التشغيل حاليًا.
ويجري تطوير دوغر بنك وبناؤها من خلال مشروع مشترك يضم إكوينور، وإس إس إي رينيوبلز (SSE Renewables)، وفارغرون (Vargronn).
هذا وتقع أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم بقدرة 3.6 غيغاواط في مياه المملكة المتحدة على بُعد 70 ميلًا بحريًا (130 كم) قبالة ساحل يوركشاير، وفي بحر الشمال بالمملكة المتحدة، وتتكوّن من 3 مراحل بقدرة 1.2 غيغاواط تُعرف باسم دوغر بنك إيه وبي وسي.
وتُعد شركة إس إس إي رينيوبلز هي المشغل الرئيس لمرحلة التطوير والبناء، في حين ستكون إكوينور هي المشغل الرئيس لمزرعة الرياح طوال عمرها التشغيلي المتوقع البالغ 35 عامًا.
وتجلب فارغرون خبرة متخصصة في مجال طاقة الرياح البحرية إلى المشروع، بحسب ما جاء في بيان صحفي أصدرته شركة إكوينور.
وعند اكتمالها بالكامل، ستشمل قدرتها البالغة 3.6 غيغاواط 277 توربينًا بحريًا قادرة على إنتاج كهرباء كافية، لتشغيل ما يعادل 6 ملايين منزل بريطاني سنويًا.
وسيجري تركيب كل من هذه التوربينات وتشغيلها بصورة تدريجية من الآن وحتى التشغيل التجاري الكامل المخطط له في عام 2026.
بدأ أول توربين في “دوغر بنك إيه” تحويل الكهرباء وإنتاجها، وتُنقل الآن الكهرباء من مزرعة الرياح البحرية إلى الشبكة الوطنية في المملكة المتحدة عبر نظام نقل التيار المباشر عالي الجهد التابع لـ”دوغر بنك”، ما يمثّل أول استعمال لهذا النظام في مزرعة رياح بريطانية.
وقد جرى تركيب أول توربين من توريبنات هاليادي-إكس بقدرة 13 ميغاواط التي تصنّعها شركة جنرال إلكتريك فيرنوفا (GE Vernova)، وهي واحدة من أكبر التوربينات وأقواها على مستوى العالم، في موقع مزرعة دوغر بنك.
يُمكن لكل دورة للشفرات الطويلة التي يبلغ طولها 107 أمتار أن تنتج كهرباء كافية لتشغيل منزل بريطاني متوسط لمدة يومين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: “تُعد الرياح البحرية أمرًا بالغ الأهمية لتوليد كهرباء متجددة وفعالة، يمكنها تشغيل المنازل لدينا من البحار البريطانية”.
وأضاف: “أنا فخور بأن هذا البلد هو بالفعل رائد عالمي في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.. ومن خلال مضاعفة الجهود في الصناعات الخضراء الجديدة في المستقبل، سنصل إلى هناك بطريقة عملية وطموحة على حد سواء”.
كما قال سوناك: “لهذا السبب من الرائع أن نرى أكبر مزرعة رياح في العالم، دوغر بنك، تولد الكهرباء لأول مرة اليوم من مياه المملكة المتحدة، الأمر الذي لن يعزز أمن الطاقة لدينا فحسب، وإنما سيخلق فرص عمل، ويخفض فواتير الكهرباء، ويبقينا على المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني”.
هذا وقد قال الرئيس التنفيذي لشركة إكوينور، أندرس أوبيدال: “في مواجهة سياق الطاقة الأوسع، تُظهر دوغر بنك، أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، أفضل ما يمكن أن تقدمه صناعة طاقة الرياح البحرية، من خلال التقنيات المبتكرة والوظائف طويلة الأجل والنمو الاقتصادي وأمن إمدادات الكهرباء على نطاق واسع”.
وتابع: “يشكّل مشروع ضخم متجدد مثل دوغر بنك مركزًا صناعيًا للرياح في قلب بحر الشمال، ويؤدي دورًا رئيسًا في طموحات المملكة المتحدة بمجال الرياح البحرية ويدعم طموحاتها للحياد الكربوني”.
وشدد على أن توليد أول كهرباء من دوغر بنك يُعد بمثابة “شهادة على التعاون بين السلطات وشركاء المشروع والموردين والمجتمعات المضيفة لدينا لتحقيق هذا المشروع”.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة “إس إس إي رينيوبلز”، أليستر فيليبس ديفيز، أن أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم “ستوفر دفعة كبيرة لأمن الطاقة في المملكة المتحدة، والقدرة على تحمل التكاليف والقيادة في معالجة تغير المناخ”.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة فارغرون، أولاف هيتلاند، إلى أن “الإنجاز الأول للكهرباء الذي حققته دوغر بنك يُظهر أن الرياح البحرية جاهزة لتشغيل تحول الطاقة في أوروبا”.
وقال: “بينما نحتفل اليوم بتزويد دوغر بنك بأول كهرباء، فإن مزرعة الرياح البحرية توفر أكثر بكثير من مجرد الطاقة المتجددة”.وتابع: “لقد أسهم المشروع في بناء الصناعة وخلق فرص العمل المحلية وسيستمر في ذلك على مدى عدة عقود.. يُعد تعظيم هذه التأثيرات الإيجابية المحلية لمشروعات الرياح البحرية أمرًا ضروريًا للحفاظ على الدعم القوي للرياح البحرية وانتقال الطاقة”.