Home عالمي الشركات الصينية تجد ملاذها في الطاقة المتجددة السعودية

الشركات الصينية تجد ملاذها في الطاقة المتجددة السعودية

444
0

تمثّل الطاقة المتجددة في السعودية أهمية لدى الشركات الصينية العاملة في هذا القطاع؛ بوصفها ملاذًا للهروب من الضغوط الداخلية، وتفاقم التوترات مع أميركا وحلفائها.

وتتطلع الشركات الصينية إلى المملكة لعولمة قواعدها الصناعية، بعد أن استثمرت الرياض لسنوات في صناعة الوقود الأحفوري في بكين.

وفي الوقت نفسه، فإن تعميق العلاقات مع الشركات الصينية يخدم الهدف السعودي المتمثل في تطوير اقتصادها إلى ما هو أبعد من النفط، في ظل تراجع العالم عن أكبر مصدر لإيراداتها.

ويُمكن للاستثمارات الصينية أن تساعد المملكة على أن تصبح لاعبًا كبيرًا في مجال الطاقة النظيفة، التي يأمل الكثيرون أن تحلّ يومًا ما محل الوقود الأحفوري.

ومن شأنها -أيضًا- أن توسّع نفوذ بكين في المنطقة التي ستظل حاسمة بالنسبة لأمن الطاقة لسنوات عديدة مقبلة.

قال الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية لشركة تي سي إل تشونغهوان لتكنولوجيا الطاقة المتجددة (TCL Zhonghuan Renewable Energy Technology) شون وانغ، إن السعودية توفر مزايا تشمل الكهرباء منخفضة التكلفة، والعلاقات الجيدة مع مجموعة واسعة من الدول، وموقعًا مركزيًا في أوروبا وآسيا وأفريقيا.

وتبني الشركة الصينية مصنعًا لرقائق الطاقة الشمسية بقدرة 20 غيغاواط في المملكة، وفق ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقال وانغ -خلال مشاركته في منتدى استثماري يوم الثلاثاء (12 ديسمبر/كانون الأول 2023)-: “لم يعد بإمكانك الاعتماد على نموذج “اصنع في الصين واخدم العالم” بعد الآن.. لقد أصبحت السعودية بالفعل المكان الأكثر ملاءمة بسبب علاقتها الجيدة مع كل من الشرق والغرب”.

وأشادت شركة “تي سي إل” وشركات أخرى، من بينها شركة صناعة توربينات الرياح “إنفيجن إنرجي” (Envision Energy ) ومورد البطاريات غينفينغ ليثيوم غروب (Ganfeng Lithium Group)، بالرياض في مؤتمر الاستثمار الصيني السعودي في بكين.

وخلال المؤتمر الذي كان محور جولة وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في البلاد لمدّة 6 أيام، وُقِّعَ أكثر من 60 اتفاقية بقيمة 25 مليار دولار أميركي، تشمل قطاعات من الطاقة إلى السياحة والرعاية الصحية، وفقًا لوزارة الاستثمار السعودية.

تأتي زيارة وزير الاستثمار السعودي عند نقطة انعطاف بالنسبة لقطاع الطاقة المتجددة في الصين، إذ تعمل الطاقة الفائضة على تقليص الأرباح.

وبعد قضاء أكثر من عقد من الزمن في بناء سلاسل التوريد لتوفير الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وبطاريات السيارات الكهربائية منخفضة التكلفة اللازمة لتحول الطاقة العالمي، وجدت الشركات الصينية نفسها تعاني بشكل متزايد من الرسوم الجمركية والحواجز التجارية الأخرى، إذ يحاول المنافسون حماية صناعاتهم المحلية وتقليد نجاحهم.

وقال مدير الاستثمار في شركة غينفينغ ليثيوم روي تشانغ، إن الحكومة السعودية تقدّم وعدًا بمزيد من اليقين السياسي، في عالم أصبحت فيه الصين هدفًا سياسيًا متزايدًا لدول أخرى.

وأضاف أنه مع ذلك، يُمكن للبلاد جذب المزيد من الاستثمارات الصينية من خلال السماح للشركات بجلب المزيد من موظفيها.

وسلّمت شركة إنفيجن، إحدى أكبر الشركات المصنعة لطاقة الرياح في الصين، مؤخرًا الدفعة الأولى من التوربينات إلى أكبر مشروع للهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم، على الساحل الشمالي الغربي للمملكة.

وقال نائب الرئيس العالمي لشركة إنفيجن يو فنغ: “تمتلك السعودية بعض أغنى مصادر الطاقة المتجددة.. ستصبح طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر قطاعًا أساسيًا مهمًا جدًا للطاقة في السعودية، وستوفر طاقة جديدة للسوق العالمية”.

من جانبه، قال نائب الرئيس للإستراتيجية وتطوير الأعمال في شركة التعدين المملوكة للدولة “معادن” خالد الشريف، إن الرياض مهتمة -أيضًا- بالاستفادة من خبرات التعدين الصينية، في الوقت الذي تعمل فيه على تسريع الجهود للتنقيب في شبه الجزيرة العربية عن المعادن التي ستكون أساسية لتحول الطاقة.

في سياقٍ آخر، تعمل الصين على تغيير نظام الكهرباء الخاص بها، بطرق تقلّل من المدفوعات لمقدمي خدمات الطاقة الشمسية مع جعل تخزين الكهرباء أكثر ربحية، إذ تسعى إلى استيعاب طفرة غير مسبوقة بالألواح الشمسية الجديدة في جميع أنحاء البلاد، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

وقد تبنّت ما لا يقلّ عن 20 مقاطعة ومنطقة من أصل 35 مقاطعة ومنطقة في الصين أنظمة أسعار الكهرباء التي تخفض الأسعار في منتصف النهار، وترفعها في ساعات الذروة في الصباح والمساء، وفقًا لشبكة الطاقة الدولية.

ومن المرجح أن تؤدي هذه التحولات إلى خفض إيرادات الطاقة الشمسية خلال ساعات الذروة للتوليد، في حين تعزز أرباح أنظمة التخزين، وخاصةً البطاريات، التي يمكنها شراء الكهرباء عندما تكون الأسعار منخفضة، وبيعها عندما ترتفع.

ويسلّط هذا التغيير الضوء على بعض المشكلات التي تواجهها الصين، بعد أن أضافت كمية قياسية من الطاقة الشمسية في العام الجاري (2023)، بمحاولتها الوصول إلى الذروة والتخلص من الانبعاثات في نهاية المطاف.

وعلى الرغم من أنها رخيصة ونظيفة، فإن الألواح تولد الكهرباء فقط عندما تكون الشمس ساطعة؛ ما يترك بعض الشبكات بها الكثير من الكهرباء في منتصف النهار، ولا تكفي في الليل، وهو ما دفع الصين إلى الاستثمار في تحويل تلك الكهرباء الزائدة في منتصف النهار، من خلال بناء سلسلة رائدة على مستوى العالم من خطوط النقل لمسافات طويلة، تربط الصحاري المشمسة الشاسعة بالمدن الضخمة المزدحمة.

اترك رد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا