Home التقارير أكبر توربين رياح بحرية في العالم

أكبر توربين رياح بحرية في العالم

522
0

حسمت الصين معركة تركيب أكبر توربين رياح بحرية في العالم -حتى الآن- وتشغيله لصالحها، بعد أن نجحت في توليد أقصى سعة كهربائية عالمية على أساس يومي لتوربين، ما يثبت تفوق البلد الآسيوي وريادته في تلك الصناعة المتجددة المهمة لتعزيز أمن الطاقة، وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.

وواصلت الصين استحواذها على نصيب الأسد عالميًا من سعة الكهرباء المولدة بطاقة الرياح خلال النصف الأول من العام الجاري (2023)، وهو ما يمثّل 44 غيغاواط من الطلب العالمي على توربينات الرياح البالغة سعته 69.5 غيغاواط خلال الأشهر الـ6 المذكورة، وفق أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة وود ماكنزي (WoodMac).

وقفزت سعة الكهرباء المولدة عالميًا بطاقة الرياح بنسبة 12%، قياسًا بالمدة ذاتها من العام الماضي (2022).

وتتويجًا لتلك الجهود المثمرة نجح أكبر توربين رياح بحرية في العالم سعة 16 ميغاواط، في توليد سعة كهرباء قياسية جديدة بواقع 384.100 كيلوواط/ساعة يوميًا، مسجلًا بذلك رقمًا قياسيًا عالميًا في سعة الكهرباء اليومية المولدة بطاقة الرياح، حسبما أعلنت شركة تشاينا ثري جورجيس كوربوريشن China Three Gorges Corporation “سي تي جي” الصينية.

يقع التوربين في مكانه بموقع مشروع إنشاء مزرعة رياح بحرية في مقاطعة فوجيان الساحلية جنوب شرق الصين، وهو يمتلك أكبر سعة توليد للكهرباء بين جميع توربينات الرياح العاملة في العالم، وفق ما أوردته صحيفة “تشاينا ديلي”.

طُوّر التوربين وصُنع نتيجة التعاون المثمر بين شركتي “سي تي جي” و”غولد ويند ساينس أند تكنولوجي”.

ويلامس ارتفاع أكبر توربين رياح بحرية في العالم 146 مترًا (ما يعادل مبنى مكونًا من 50 طابقًا)، بقطر دوار طوله 252 مترًا، وشفرات طولها 123 مترًا، وقد جرى بناؤه على أرض تلامس مساحتها 50 ألف متر مربع، أو ما يعادل 7 ملاعب كرة قدم قياسية.

ويستطيع التوربين توليد كهرباء نظيفة سعة 34.2 كيلوواط/ساعة لكل دورة واحدة، وأكثر من 66 غيغاواط/ساعة سنويًا، وهي الكمية التي يمكن أن تغطي الاستهلاك السنوي من الكهرباء التي تحتاج إليها 36 ألف أسرة مكونة من 3 أشخاص.

وخلال عمليتي تركيب التوربين وتشغيله، أثبت الأخير قدرته الفائقة على التصدي لاختبارات الأعاصير المتعددة.

وعلاوة على ذلك أظهرت عملية مراقبة بيانات الاهتزاز المختلفة، ومؤشرات الوحدات استقرارًا كبيرًا -أيضًا-.

ويمثّل هذا علامة فارقة جديدة في جهود البحوث والتطوير والتشغيل التي تتفرد فيها الصين في مجال توربينات الرياح البحرية، إذ تتبوّأ بكين موقع الريادة عالميًا -حاليًا- وفق ما قالته الشركة.

في يوليو/حزيران (2023) نجحت شركة “سي تي جي” في توصيل أكبر توربين رياح بحرية في العالم بالشبكة الكهربائية، ليبدأ في توليد الكهرباء، علمًا بأن سعة توليد الكهرباء النظيفة المقدرة لهذا التوربين تزيد على 66 مليون كيلوواط/ساعة.

وهذا يعادل توفير قرابة 22 ألف طن من الفحم، وتقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بواقع قرابة 54 ألف طن، بحسب الشركة.

وأشارت الشركة إلى أنه ينبغي عليها التنسيق مع وحدتي الصيانة والتشغيل مع مراجعة إجراءات مقاومة الأعاصير لوحدات التوربين، لضمان استجابة آمنة ومستقرة لظروف طقس متطرفة.

وفي غضون ذلك، ستستغل شركة “سي تي جي” موارد الرياح أحسن الاستغلال، وتعديل طرق التشغيل، بما يتلاءم مع نقاط قوة الرياح المختلفة، بحسب ما أعلنته الشركة.

استعانت شركة “سي تي جي” بسفينة عملاقة مملوكة لها لتركيب أكبر توربين رياح بحرية في العالم.

وقد بُنيت السفينة” بايهيتان” من قبل شركة “سي إس إس سي هونغبو وينشونغ” الصينية لبناء السفن، وتسلمتها “سي تي جي” رسميًا، ودخلت حيز التشغيل في 28 سبتمبر/أيلول (2022).

ويلامس طول “بايهيتان” 126 مترًا، وبعرض 50 مترًا، وهي مُزودة بنظام تموضع ديناميكي “دي بي 2″، وتستطيع العمل تحت سطح الماء على عمق يصل إلى 70 مترًا.

وتصل مساحة سطح السفينة “بايهيتان” 4 آلاف و200 متر مربع، بحمولة إجمالية تزن 2000 طن.

كما تُزوّد السفينة برافعة تتمتع بخاصية الدوران الكامل، بحمولة قُصوى تبلغ 6 آلاف و500 طن، وخاصية رفع تصل إلى 170 مترًا فوق سطح الماء.

وتمتلك “بايهيتان” القدرة على نقل أكبر توربينات الرياح وتركيبها المتاحة حاليًا في السوق.

يُعد أكبر توربين رياح بحرية في العالم أحد التوربينات التي ستضطلع بدورها في المرحلة الثانية من مزرعة الرياح البحرية “تشانغبو لياو” التي تبنيها “سي تي جي”.

وكانت “سي تي جي” قد أعلنت في فبراير/شباط (2023)، أنها قد بدأت بناء المرحلة الثانية من مزرعة “تشانغبو لياو”، لافتة إلى أن المشروع البالغ سعته 400 ميغاواط سيتألّف من توربينات رياح عملاقة.

وتكلّف بناء مزرعة الرياح البحرية التي تبنيها “سي تي جي” الآن، 6 مليارات يوان صيني (761 مليون دولار أميركي).

(اليوان الصيني = 0.14 دولارًا أميركيًا)

وتُصنّف مزرعة “تشانغبو لياو”، الأولى من نوعها في المنطقة، بحسب معلومات سبق أن كشفت عنها الشركة المصنعة.

وتبلغ سعة المرحلة الثانية من المزرعة في توليد الكهرباء 400 ميغاواط، وستكون قادرة على توليد نحو 1.6 تيراواط/ساعة سنويًا، وهو ما سيوفر نحو نصف طن من الفحم، وبالتالي خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 1.36 مليون طن سنويًا، وفق ما ذكرته الشركة المطورة.

اترك رد

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا